سورة الواقعة - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الواقعة)


        


{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6)}
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: نزلت سورة الواقعة بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس والحرث بن أبي أسامة وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً».
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً».
وأخرج ابن مردويه عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سورة الواقعة سورة الغنى فاقرأوها وعلموها أولادكم».
وأخرج الديلمي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى».
وأخرج أبو عبيد عن سليمان التيمي قال: قالت عائشة للنساء: لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والطبراني في الأوسط عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: «ألظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الواقعة والحاقة وعم يتساءلون والنازعات وإذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت فاستطار فيه الفقر فقال له أبو بكر: قد أسرع فيك الفقر، قال: شيبتني هود وصواحباتها هذه».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: يوم القيامة {ليس لوقعتها كاذبة} قال: ليس لها مرد يرد {خافضة رافعة} قال: تخفض ناساً وترفع آخرين.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {خافضة رافعة} قال: أسمعت القريب والبعيد.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عثمان بن سراقة عن خاله عمر بن الخطاب في قوله: {خافضة رافعة} قال: الساعة خفضت أعداء الله إلى النار، ورفعت أولياء الله إلى الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب في قوله: {خافضة رافعة} قال: تخفض رجالاً كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع رجالاً كانوا في الدنيا منخفضين.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله: {خافضة رافعة} قال: خفضت المتكبرين، ورفعت المتواضعين.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: نزلت {ليس لوقعتها كاذبة} قال: مثنوية {خافضة رافعة} قال: خفضت قوماً في عذاب الله ورفعت قوماً في كرامة الله {إذا رجت الأرض رجّاً} قال: زلزلت زلزلة {وبست الجبال بسّاً} قال: حتت حتّاً {فكانت هباء منبثاً} كيابس الشجر تذروه الرياح يميناً وشمالاً.
وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم في قوله: {خافضة رافعة} قال: من انخفض يومئذ لم يرتفع ابداً، ومن ارتفع يومئذ لم ينخفض ابداً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {إذا رجت الأرض رجّاً} قال: زلزلت {وبست الجبال بسّاً} قال: فتت {فكانت هباء منبثاً} قال: كشعاع الشمس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إذا رجت الأرض رجّاً} يقول: ترجف الأرض تزلزل {وبست الجبال بسّاً} يقول: فتت فتاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {إذا رجت الأرض رجّاً} قال: زلزلت {وبست الجبال بسّاً} قال: فتتت.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فكانت هباء منبثاً} قال: الهباء الذي يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن شيئاً.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فكانت هباء منبثاً} قال: الهباء يثور مع شعاع الشمس، وانبثاثه تفرقه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال: الهباء المنبث رهج الذوات، والهباء المنثور غبار الشمس الذي تراه في شعاع الكوّة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك في قوله: {هباء منبثاً} قال: الغبار الذي يخرج من الكوة مع شعاع الشمس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {هباء منبثاً} قال: الشعاع الذي يكون في الكوّة.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: {هباء منبثاً} قال: هو الذي تراه في الشمس إذا دخلت من الكوة إلى البيت.


{وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وكنتم أزواجاً ثلاثة} قال: أصنافاً.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وكنتم أزواجاً ثلاثة} قال: هي التي في سورة الملائكة {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} [ فاطر: 32].
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وكنتم أزواجاً ثلاثة} قال: هذا حين تزايلت بهم المنازل، هم أصحاب اليمين وأصحاب الشمال والسابقون.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة {وكنتم أزواجاً ثلاثة} قال: منازل الناس يوم القيامة {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} قال: ماذا لهم وماذا أعد لهم {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} قال: ماذا لهم وماذا أعد لهم {والسابقون السابقون} قال: السابقون من كل أمة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن الحسن في قوله: {وكنتم أزواجاً ثلاثة} إلى قوله: {وثلة من الآخرين} قال: سوى بين أصحاب اليمين من الأمم الماضية وبين أصحاب اليمين من هذه الأمة، وكان السابقون من الأولين أكثر من سابقي هذه الأمة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والسابقون السابقون} قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السابقون يوم القيامة أربعة فأنا سابق العرب، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم».
وأخرج أبو نعيم والبيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{والسابقون السابقون أولئك المقربون} أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عثمان بن أبي سودة مولى عبادة بن الصامت قال: بلغنا في هذه الآية {والسابقون السابقون} أنهم السابقون إلى المساجد والخروج في سبيل الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {والسابقون السابقون} قال: من كل أمة.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {والسابقون السابقون} قال: نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار الذي ذكر في يس، وعلي بن أبي طالب، وكل رجل منهم سابق أمته، وعليّ أفضلهم سبقاً.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{وإذا النفوس زوّجت} قال: الضرباء كل رجل مع قوم كانوا يعملون بعمله، وذلك بأن الله تعالى يقول: {وكنتم أزواجاً ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون} قال: هم الضرباء».
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {ثلة} قال: أمة.
وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال: لما نزلت {ثلة من الأوّلين وقليل من الآخرين} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ثلث أهل الجنة بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم الشطر الثاني».
وأخرج ابن مردويه وابن عساكر من طريق عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله قال: «لما نزلت {إذا وقعت الواقعة} ذكر فيها {ثلة من الأولين وقليل من الآخرين} قال عمر: يا رسول الله: {ثلة من الأوّلين وثلة من الآخرين}، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر تعالى فاستمع ما قد أنزل الله: {ثلة من الأوّلين وثلة من الآخرين} ألا وإن من آدم إليّ ثلة، وأمتي ثلة ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإِبل ممن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له»وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عروة بن رويم مرسلاً.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: لما نزلت {ثلة من الأوّلين وقليل من الآخرين} حزن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إذاً لا يكون من أمة محمد إلا قليل، فنزلت نصف النهار {ثلة من الأوّلين وثلة من الآخرين} وتقابلون الناس، فنسخت الآية {وقليل من الآخرين}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ثلة من الأوّلين} قال: ممن سبق {وقليل من الآخرين} قال: من هذه الأمة.
أخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله: {على سرر موضونة} قال: مصفوفة.
وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {على سرر موضونة} قال: مرمولة بالذهب.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {موضونة} قال: مرمولة بالذهب.
وأخرج هناد عن سعيد بن جبير مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: الموضونة المرملة وهو أوثق الأسِرّة.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {على سرر موضونة} قال: الموضونة ما توضن بقضبان الفضة عليها سبعون فراشاً، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
أعددت للهيجاء موضونة *** فضفاضة بالنهي بالباقع
وأخرج ابن جرير عن مجاهد {متكئين عليها متقابلين} قال: لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه.
وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق قال في قراءة عبد الله: {متكئين عليها ناعمين}.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: لم يكن لهم حسنات يجزون بها، ولا سيئات يعاقبون عليها، فوضعوا في هذه المواضع!
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: لا يموتون، وفيه قوله: {بأكواب وأباريق} قال: الأكواب ليس لها آذان، والأباريق التي لها آذان، وفي قوله: {وكأس من معين} قال: خمر بيضاء {لا يصدّعون عنها ولا ينزفون} قال: لا تصدع رؤوسهم ولا يقيئونها، وفي لفظ، ولا تنزف عقولهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي رجاء قال: سألت الحسن عن الأكواب، فقال: هي الأباريق التي يصب منها.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: الأكواب الأقداح.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {وكأس من معين} قال: يعني الخمر وهي هناك جارية، المعين الجاري {لا يصدّعون عنها ولا ينزفون} ليس فيها وجع الرأس ولا يغلب أحد على عقله.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك {لا يصدّعون عنها ولا ينزفون} قال: لا تصدع رؤوسهم ولا تذهب عقولهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {لا يصدّعون عنها ولا ينزفون} قال: لا تصدع رؤوسهم، ولا تنزف عقولهم.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {لا يصدّعون عنها ولا ينزفون} قال: أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا ينزفون كما ينزف أهل الدنيا إذا أكثروا الطعام والشراب، يقول: لا يملوا.
وأخرج عبد بن حميد بن عاصم أنه قرأ {لا يصدّعون عنها ولا ينزفون} برفع الياء وكسر الزاي.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: إن الرجل من أهل الجنة ليؤتى بالكأس وهو جالس مع زوجته فيشربها، ثم يلتفت إلى زوجته فيقول: قد ازددت في عيني سبعين ضعفاً.


{وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33)}
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله: {ولحم طير مما يشتهون} قال: لا يشتهي منها شيئاً إلا صار بين يديه، فيصيب منه حاجته ثم يطير فيذهب.
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبزار وابن مردويه والبهيقي في البعث عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشوياً»
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم طير الجنة فقال أبو بكر: إنها لناعمة. قال: ومن يأكل منها أنعم منها وإني لأرجو أن تأكل منها».
وأخرج الخطيب عن أبي هريرة قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في هذه الآية {وفرش مرفوعة} قال: غلظ كل فراش منها كما بين السماء والأرض».
وأخرج أحمد والترمذي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة، فقال أبو بكر: يا رسول الله إن هذه الطيور لناعمة، فقال: آكلها أنعم منها وإني لأرجو أن تكون ممن يأكلها».
وأخرج البهيقي في البعث عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة طيراً أمثال البخائي، قال أبو بكر: إنها لناعمة يا رسول الله، قال: أنعم منها من يأكلها وأنت ممن يأكلها وأنت ممن يأكل منها».
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة طيراً كأمثال البخت تأتي الرجل فيصيب منها، ثم تذهب كأن لم ينقص منها شيء».
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن أبي أمامة قال: إن الرجل ليشتهي الطير في الجنة من طيور الجنة فيقع في يده مقلياً نضيجاً.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليشتهي الطير في الجنة فيجيء مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمسه نار، فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير».
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن في الجنة طيراً له سبعون ألف ريشة فإذا وضع الخوان قدام وليّ الله جاء الطير فسقط عليه فانتفض فخرج من كل ريشة لون ألذ من الشهد وألين من الزبد وأحلى من العسل ثم يطير».
وأخرج هناد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة لطيراً فيه سبعون ألف ريشة فيجيء فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة، ثم ينتفض، فيخرج من كل ريشة لون أبيض من الثلج وألين من الزبد وأعذب من الشهد ليس فيه لون يشبه صاحبه، ثم يطير فيذهب».
قوله تعالى: {وحور عين} الآية.
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن عاصم بن بهدلة قال: أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي {وحور عين} يعني بالجر.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {وحور عين} بالرفع فيهما وينوّن.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله: {وحور عين} قال: يحار فيهن البصر.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {كأمثال اللؤلؤ المكنون} قال: الذي في الصدف لم يحور عليه الأيدي.
وأخرج هناد بن السري عن الضحاك في قوله: {كأمثال اللؤلؤ المكنون} قال: اللؤلؤ العظام الذي قد أكن من أن يمسه شيء.
قوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغواً} الآية.
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لا يسمعون فيها لغواً} قال: باطلاً {ولا تأثيماً} قال: كذباً.
وأخرج هناد عن الضحاك {لا يسمعون فيها لغواً} قال: الهدر من القول، والتأثيم الكذب.
قوله تعالى: {وأصحاب اليمين} الآيات.
أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق حصين عن عطاء ومجاهد قال: لما سأل أهل الطائف الوادي يحمي لهم وفيه عسل ففعل وهو واد معجب، فسمعوا الناس يقولون في الجنة كذا وكذا! قالوا: يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي، فأنزل الله: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في البعث من وجه آخر عن مجاهد رضي الله عنه قال: كانوا يعجبون من وج وظلاله من طلحة وسدرة فأنزل الله: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود}.
وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} فقبض يديه قبضتين فقال: «هذه في الجنة ولا أبالي وهذه في النار ولا أبالي».
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي أمامة قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إن الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم أقبل أعرابي يوماً، فقال: يا رسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية، وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما هي؟ قال: السدر فإن لها شوكاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يقول الله: {في سدر مخضود} يخضده الله من شوكة فيجعل مكان كل شوكة ثمرة إنها تنبت ثمراً يفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لوناً من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر».
وأخرج ابن أبي داود في البعث والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن عقبة بن عبد الله السلمي قال: «كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: يا رسول، أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكاً منها، يعني الطلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصية التيس الملبود يعني المخصيّ فيها سبعون لوناً من الطعام لا يشبه لون الآخر».
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {في سدر مخضود} قال: خضده وقره من الحمل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {في سدر مخضود} قال: المخضود الذي لا شوك فيه.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المخضود الموقر الذي لا شوك فيه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن يزيد الرقاشي رضي الله عنه {وسدر مخضود} قال: نبقها أعظم من القلال.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى: {في سدر مخضود} قال: الذي ليس له شوك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
إن الحدائق في الجنان ظليلة *** فيها الكواعب سدرها مخضود
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {وطلح منضود} قال: هو الموز.
وأخرج الفريابي وهناد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه {وطلح منضود} قال: الموز.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وقتادة مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ {وطلع منضود}.
وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال: قرأت على عليّ {وطلح منضود} فقال: عليّ ما بال الطلح؟ أما تقرأ {وطلع} ثم قال: {وطلع نضيد} فقيل له: يا أمير المؤمنين، أنحكها من المصاحف؟ فقال: لا يهاج القرآن اليوم.
وأخرج ابن جريرعن ابن عباس في قوله: {منضود} قال: بعضه على بعض.
وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن مجاهد رضي الله عنه في قوله في {سدر مخضود} قال: الموقر حملا {وطلح منضود} يعني الموز المتراكم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وقاع الجنة ذهب، ورضاضها اللؤلؤ، وطينها مسك، وترابها الزعفران، وخلال ذلك سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها اقرأوا إن شئتم {وظل ممدود}».
وأخرج أحمد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب فيه ظلها مائة عام لا يقطعها، وإن شئتم فاقرأوا {وظل ممدود} وماء مسكوب».
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وذاك الظل الممدود».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في كل نواحيه مائة عام فيخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في الجنة شجر لا يحمل يستظل به.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمرو بن ميمون {وظل ممدود} قال: مسيرة سبعين ألف سنة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وماء مسكوب} قال: جار.
وأخرج هناد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سعف نخل الجنة منها مقطعاتهم وكسوتهم.
وأخرج هناد وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال: عناقيد الجنة ما بينك وبين صنعاء، وهو بالشام.

1 | 2 | 3